أستاذ جامعى له مكانته المرموقة ، اصيب بمرض عجز عن تشخيصه الأطباء
واحتاروا فى امره ، الى أن قرر السفر الى لندن لمحاولة ايجاد حل لحالته الصحية ،
وفى لندن أجريت له الفحوص الطبية بكاملها ، حين أبلغه الاطباء
حرج حالته ، وأن أمره يتطلب اجراء عملية جراحية له بنسبة نجاح لا تتجاوز ال 5%
فسلم الاستاذ أمره لله ، بعد أن طلب اليه الاطباء مغادرة لندن والعودة بعد شهرين
لاجراء العملية ، ومن ثم وداع أسرته .
عاد الأستاذ الى وطنه ، وأبلغ أهله بحالته الصحية وموعد اجراء العملية ،
فبكت الزوجة والأبناء والأصدقاء والأحباب ، وأدركوا أن الموت هو المصير الحتمى لهذا الرجل .
أمضى الأستاذ فترة الشهرين ، وقام بوداع الأهل والأصحاب وسط دموع باكية ، وأحزان عمت القلوب .
وحين وصل الى المستشفى وفقا للموعد ، قام الأطباء باجراء الفحوص الطبية والصور الاشعاعية
تمهيدا لاجراء العملية .
ويا لدهشة الأطباء حين اكتشفوا أن جميع التحاليل والصور كانت طبيعية الى حد بعيد ،
وأصابتهم الريبة فى نتائج الفحص ، فقرروا اعادة التحاليل والصور من جديد ،
لكن النتيجة كانت كسابقتها ولا لبس فيها .
وحينها تم توجيه السؤال التالى للاستاذ الجامعى ، كيف قضيت اجازتك وماذا فعلت خلالها ؟
فاجابهم بأنها كانت اجازة عادية ولا جديد فى حياته ، ولكنهم الحوا عليه بذكر دقائق الأمور
والأحداث التى مرت به خلال شهرى الاجازة ، فأجابهم :
مررت يوما بجزار أعرفه حق المعرفة لأشترى اللحم لأولادى ، فلفت انتباهى امرأة
عجوز تجلس بالقرب من محل الجزارة وهى تقوم بالتقاط فتات اللحم والعظم
المتناثر من سكين الجزار ، وتضعه فى كيس بلاستيكى صغير ، فاقتربت منها
وسألتها عما تقوم به ، فقالت : يا ولدى أنا أم لثلاث بنات أصابهن اليتم مبكرا ،
ولا يعرفن طعم اللحم الا من خلال ما أجمعه من هنا من اللحم والعظم ،
فبكى الأستاذ لحال تلك العجوز ، وأمر الجزار باعطائها كيلوين
من اللحم كل أسبوع على نفقته الخاصة ،فبهت الأطباء لرواية الأستاذ الجامعى
واجابوه بان فعلته هذه قد ادت بأمر الله الى شفائه شفاء كاملا ،
وأن عليه العودة الى وطنه معافى ودون الحاجة الى عملية جراحية أو علاج يذكر .
فسبحان الله الشافى المعافى